الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(تمه) التاء والميم والهاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ على تغيّر الشّيء. يقال تَمِه الطّعامُ إذا فسدَ. وتَمِهَ اللّبَنُ: تغيَّرتْ رائحتُه. وشاةٌ مِتْماهٌ: يَتْمَهُ لبنُها حين يُحلَب. والتَّمَهُ في اللبَن كالنَّمَسِفي الدُّهن. (تمر) التاء والميم والراء كلمةٌ واحدة، ثم يشتقّ منها، وهي التَّمر المأكول. ويقال للذي عِنده التَّمْر تامِرٌ، وللذي يُطْعِمُه أيضاً تامر، يقال تَمَرْتُهم أتْمُرهم، إذا أطعَمْتَهم. قال: وغَرَرْتَني وزعَمْت أ *** نّكَ لابِنٌ بالصَّيْف تامِرْ والمتمِّرُ للذي يُيَبِّسُه. ويقال تُمِّرَ اللّحمُ إذا جُفِّفَ. وهو مشتقٌّ من التّمْر. قال: * لها أشاريرُ من لَحْمٍ تتمِّرُهُ * والمتْمِرُ الكثير التّمر؛ يقال أتْمَرَ كما يقال ألْبَنَ إذا كثُر لبنُه، وأَلْبَأَ إذا كثر لِبَؤُه. والتّمَّار: الذي يبيع التّمر. والتّمْري الذي يحبُّه. (تمك) التاء والميم والكاف كلمةٌ واحدة، وهو ارتفاعُ الشيء. يقال تَمَكَ السَّنامُ إذا عَلا؛ وهو سنامٌ تامِك. وذكر ابنُ دريد: أتْمكَها الكلأ إذا أَسْمَنَها. والله أعلم.
(تنخ) التاء والنون والخاء كلمةٌ واحدة، وهو الإقامة. يقال تَنَخَ بالمكان تُنُوخاً، وتتَنَّخَ تَتَنُّخاً إذا أقامَ به، وبذلك سُمِّيت تَنُوخُ، وهي أحياءٌ من العرب اجتَمَعُوا وتحالَفوا، فتَنَخُوا، أي أقاموا في مواضِعِهم. (تنف) التاء والنون والفاء كلمةٌ واحدة، التَّنوفة المَفَازة، وكذلك التَّنُوفيَّة. قال ابنُ احمر: كم دُونَ لَيْلَى مِن تَنُوفيّةٍ *** لَمَّاعة تُنْذِر فيها النُّذُرْ وروى ابن قتيبة "تَنُوفَى" وقال: ثنيّةٌ مُشْرِفة. قال: وناسٌ يقولون يَنُوفَى. وأنشد: كأنّ بَنِي نَبْهانَ أَوْدَتْ بجَارِهمْ *** عُقابُ تنُوفَى لا عُقابُ القَواعلِ والقواعل: ثَنايا صِغارٌ. يقول: كأنّ جارَهُم طارت به* هذه العُقابُ. ومثله قول المسيّب: أنتَ الوفيُّ فما تُذَمُّ وبعضُهم *** تُوفِي بذِمّتِهِ عُقابُ مَلاَعِ قال: مَلاَعِ، أخرجَه مُخْرَجَ حَذَامِ. يقال امتَلَعَه اختَلَسَه. (تنأ) التاء والنون والهمزة كلمةٌ واحدة. يقال تَنَأَ بالبلَد إذا قَطَنه، وهو تانِئٌ.
(تهم) التاء والهاء والميم أصلٌ واحد، وهو فسادٌ عن حَرٍّ. التَّهَمُ شِدَّةُ الحَرّ وركودُ الريحِ، وبذلك سُمّيت تِهامة. ويقال أتْهَمَ الرّجُلُ أتَى تِهامةً. قال: فإن تُتْهِمُوا أُنجدْ خِلافاً عليْكُمُ *** وإنْ تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الشَّرِّ أُعْرِقِ ويقال تَهِمَ الطّعامُ فَسَدَ. وحكى أبو عمرو: "إذا هبطوا الحِجازَ أتْهَمُوه". كأنّه يريد استَوْخَمُوه.
(توي) التاء والواو والياء كلمةٌ واحدةٌ. وهو بُطْلانُ الشيء. يقال تَوِي يَتْوَى توىً وتَوَاءً. قال: * وكان لأُمِّهم صَارَ التَّوَاءُ * (توب) التاء والواو والباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على الرُّجوع. يقال تابَ مِنْ ذنبه، أي رَجَعَ عنه يتوب إلى الله تَوبةً ومَتَاباً، فهو تائب. والتَّوْبُ التَّوبة. قال الله تعالى: (وَقَابِلِ التَّوْبِ( [غافر 3]. (توت) التاء والواو والتاء ليس أصلاً. وفيه التُّوت، وهو ثَمَرٌ. (توخ) التاء والواو والخاء ليس أصلاً. وذُكر في كتاب الخليل حرفٌ أُراهُ تَصحيفاً. قال: "تاخَتِ الإصبع في الشيء الرِّخْو". وإنما هذا بالثاء ثاخَتْ. (تور) التاء والواو والراء ليس أصلاً يعمل عليه. أمّا الخليل فذكر في بنائه ما ليس من أصله، وهو استَوْأرَتِ الوَحْش. وهذا مذكورٌ في بابهوذكر ابن دريد كلمةً لو أعْرَضَ عنها كان أحسن. قال التّوْر الرَّسول بين القوم، عربيٌّ صحيح. قال: والتَّوْرُ فيما بيننا مُعْملُ *** يَرضَى به المُرْسِل والمرسَلُ ويقال أنّ التارة أصلها واوٌ. وتفسير ذلك. (توس) التاء والواو والسين: الطَّبع، وليس أصلاً، لأن التاء مبدلة من سين، وهو السُّوس. (توق) التاء والواو والقاف أصلٌ واحد، وهو نِزَاعُ النَّفْس. ثم يُحمَل عليه غيرُه. يقال تاقَ الرّجُل يَتُوق. والتَّوْقُ نِزَاعُ النَّفْسِ إلى الشيء؛ وهو التُّؤُوق. ونفس تائقةٌ مشتاقَةٌ. قال ابن السّكّيت: تُقْتُ وتئِقْتُ: اشتَقْت. ابنُ الأعرابيّ: تاقَ يَتُوق إذا جادَ بنَفْسه. ومثله رَاق يَرِيقُ، وفَاقَ يَفِيقُ أو يَفوق. (توع) التاء والواو والعين كلمةٌ واحدة. قال أبو عبيدٍ عن أبي زيد: أتاع الرّجُل إتاعةً، إذا قاءَ. ومنه قول القُطَامىّ: * تمجُّ عُرُوقُها عَلقاً مُتَاعَا * وذكر الخليل كلمةً غيرها أصحَّ منها. قال: التَّوْعُ كَسْرُكَ لِبَأً أو سَمْناً بكسْرةِ خُبزٍ ترفَعُه بها. (تول) التاء والواو واللام كلمةٌ ما أحسَبُها صحيحةً، لكنّها قد رُويت قالوا: التُِّوَلَةُ جنسٌ من السِّحْر. وقالوا: هو شيءٌ تجعلُه المرأةُ في عنقها تتحسَّن به عند زوجها. (توه) التاء والواو والهاء ليس أصلاً. قالوا: تَاهَ يَتُوه، مثل تاه [يَتِيه] وهو من الإبدال. وقد ذُكِر.
(تيح) التاء والياء والحاء أصلٌ واحد، وهو قولهم تاحَ في مِشيته يَتيحُ إذا تمايَلَ. وفرس مِتْيَحٌ وتَيَِّحانُ، إذا اعتَرَضَ في مِشْيته نشاطاً، ومال على قُطْرَيْه. ورجلٌ مِتْيَحٌ وتَيَِّحَانُ، أي عِرِّيضٌ في كلِّ شيء. قال الشاعر في المِتْيح: أَفي أثَرِ الأظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ *** نَعَمْ لاتَ هَنّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ وقال في التَّيَِّحان: بِذَبِّي الذَّمَّ عَنْ حَسَبي ومالي *** وزَبُّوناتِ أشْوَسَ تَيِّحانِ ويقال أتاح اللهُ تعالى الشَّيءَ يُتيِحُه إتاحةً* إذا قَدّرَه. وإذا قَدَّره له فقد أمالَه إليه. وتاحَ الشّيءُ نَفْسُه. (تير) التاء والياء والراء كلمةٌ واحدة: التّيَّار مَوْجُ البَحْر الذي ينضَحُ الماءَ. يقال ذلك تَنَفُّسُه. والموج الذي لا يتنَفَّسُ هو الأعْجَم. (تيز) التاء والياء والزاء كلمةٌ واحدة. قالوا: التَّيّاز الغليظ الجسم من الرّجال. وقال القُطَاميّ: إذا التَّيّازُ ذُو العَضَلات قلنا *** إليكَ إليكَ ضاقَ بها ذِراعا (تيس) التاء والياء والسين كلمةٌ واحدة: التَّيس معروفٌ من الظِّباء والمَعْزِ والوُعول. ومن أمثالهم: "عَنْزٌ اسْتَتْيَسَتْ" إذا صارت كالتَّيس في جُرْأتها وحَرَكتِها. يضرب مثلاً للذَّليل يتعزَّزُ. (تيع) التاء والياء والعين أصلٌ واحد، وهو اضطرابُ الشَّيء. يقال تَتَايَعَ البَعيُر في مِشْيته إذا حَرّك أَلْوَاحَهُ والسَّكْرانُ يَتَتَايَعُ في مِشيته، إذا رَمَى بنَفْسه. والتَّتايُع التَّهافُت في الشَّرِّ، ويقال هو اللَّجاجُ. وفي الحديث: "ما يَحمِلُكُم أن تَتَايَعُوا في الكَذِب كما يَتَتايَعُ الفَرَاشُ في النَّار" ولا يكون التَّتايُعُ في الخَير. ومما شَذّ عن الأصل التِّيعَة الأربعون من الغَنَم، وهو الذي جاءَ في الحديث: "على التِّيعَةِ شَاةٌ". (تيم) التاء والياء والميم أصلٌ واحدٌ، وهو التَّعبيد. يقال تَيَّمه الحُبُّ إذا استَعْبَدَه. قال أهلُ اللّغة: ومِنه تَيْمُ الله،أي عبد الله. ومما شذَّ عن هذا الباب التِّيمة، وهي الشّاة الزائدةُ على الأربعين، ويقال بل هي الشّاة يحتَلِبُها الرّجل في مَنْزِله. واتَّام الرّجُلُ إذا ذَبَحَ تِيَمَته. قال الحُطيئة: فما تَتَّامُ جارَةُ آلِ لأْيٍ *** ولكن يَضْمَنُون لها قِرَاها (تين) التاء والياء والنون ليس أصلاً، إلاّ التِّين، وهو معروفٌ. والتِّين: جبل. قال: صُهْباً ظِماءً أتَيْنَ التِّين عن عُرُضٍ *** يُزْجِينَ غَيْماً قليلاً ماؤُه شَبِمَا (تيه) التاء والياء والهاء، كلمة صحيحة، وهي جِنْسٌ من الحَيْرَة والتِّيه والتّيهاء: المفازة يَتيه فيها الإنسان.
(تأر) التاء والهمزة والراء كلمةٌ واحدة. يقال أتْأَرْتُ عليه النَّظَر إذا حَدَّدته. قال: مَازِلْتُ أَنْظُرُهم والآلُ يرفَعُهمْ *** حتّى اسْمَدَرَّ بطَرْفِ العَيْنِ إتْآرِي فأما قولهم (اتَّأَبَ) إذا ستَحْيا، فله في كتاب الواو موضعٌ غير هذا. (تأم) التاء والهمزة والميم كلمةٌ واحدةٌ، وهي التَّوأمانِ: الولدان في بطن تقول أتأمَتِ المرأةُ، وهي مُتْئِمٌ. والتُّؤأمُ جَمْعٌ. وقول سُويد: * كالتؤاميّةِ إنْ باشَرْتَها * فيقال إنّ التُّؤامَ قَصَبَةُ عُمان.
(تبر) التاء والباء والراء أصلان متباعدٌ ما بينهما: أحدهما الهلاك، والآخر [جوهر] من جواهر الأرض. فالأوّل قولهم: تَبَّرَ اللهُ عَمَلَ الكافرِ، أي أهلكَه وأبطلَهَ. قال الله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف 139]. والأصل الآخر التِّبْر، وهو ما كان من الذَّهب والفِضَّة غيرَ مَصُوغٍ. (تبع) التاء والباء والعين أصل واحد لا يشذ عنه من الباب شيءٌ، وهو التُّلُوُّ والقَفْو. يقال تبِعْتُ فلاناً إذا تَلَوْتَه [و] اتّبعْتَه. وأتْبَعْتُهُ إذا لحِقْتَه. والأصل واحد، غير أنّهم فَرَقوا بين القَفْو واللُّحُوق فغيَّرُوا البناءَ أدنى تغييرٍ.قال الله:{فَأَتْبَعَ سَبَباً}، [و]: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} فهذا معناه على هذه القراءة اللُّحوق، ومن أهْلِ العربيّة مَن يجعل المعنى فيهما واحداً. والتُّبُّعُ في قول القائل: يَرِدُ المياهَ حَضِيرَةً ونَفيضةً *** وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمألَّ التُّبَُّعُ هو الظِّلُّ، وهو تابعٌ أبداً للشّخص. فهذا قياسٌ أصدقُ من قَطاةٍ. والتَّبِيع وَلَد البقرة إذا تَبِع أمّه، وهو فَرْض الثَّلاثين. وكان بعَضُ الفقهاء يقول: هو* الذي يَستوي قَرْناه وأذُناه. وهذا من طريقة الفُتْيا، لا من قياس اللغة. والتَّبَعُ قوائم الدابّة، وسُمّيت لأنّه يتبع بعضُها بعضاً. والتّبيع النّصير، لأنه يَتْبَعُه نَصرهُ. والتّبيع الذي لك عليه مالٌ، فأنت تَتْبَعُه. وفي الحديث: [مَطْلُ الغنيّ ظُلْمٌ، وإذا أُتْبِعَ أحدُكُمْ على مَلِيءٍ فليَتّبِعْ". يقول: إذا أُحِيلَ عليه فليَحْتَلْ. (تبل) التاء والباء واللام كلماتٌ متقاربة لفظاً ومعنى، وهي خلاف الصّلاح والسّلامة، فالتَّبْل العَدَاوة، والتَّبْل غَلَبة الحُبِّ على القلب، يقال قلبٌ متْبُول. ويقال تَبَلَهم الدّهرُ أَفْنَاهم. وقالوا في قول الأعشى: أأَنْ رأَتْ رجُلاً أعشَى أَضرَّ به *** ريبُ المَنون ودهرٌ خائنٌ تَبِلُ (تبن) التاء والباء والنون كلماتٌ متفاوتةٌ في المعنى جدّاً، وذلك دليلٌ أنَّ من كلام العرب موضوعاً وضْعاً مِن غير قياسٍ ولا اشتقاق. فالتِّبْنُ معروفٌ، وهو العَصْفُ. والتِّبْن أعظَمُ الأقداحِ يكاد يُرْوي العِشرين. والتَّبَنُ الفِطْنة، وكذلك التَّبانَة. يقال تَبِنَ لكذا. ومحتمل أن يكون هذه التاءُ مُبدلةً من طاء. وقال سالم بنُ عبد الله: "كنّا نقول كذا حَتّى تَبَّنْتم"، أي دقّقتم النَّظرَ بفِطْنتكم.
(التَّولب): ولد البقرة. والقياس يوجب أن يكون التاء مبدلة من واو، الواو بعده زائدة، كأنّه فَوْعَلَ من وَلَب إذا رجع. فقياسه قياس التَّبيع. فإنْ ذَهبَ ذاهبٌ إلى هذا الوجه لم يُبْعِدْ. وأمّا (تِبْراك) فالتاء فيه زائدة، وإنما هو تِفعالٌ من بَرَك أي ثَبَتَ وأقام. فهو من باب الباء، لكنه ذكر هاهنا للّفظ. و(التُّرْنوق) الطّين يَبْقَى في سبيل الماء إذا نضب، والتاء والواو زائدتان وهو من الرَّنْقِ. وباقي ذلك، وهو قليلٌ، موضوعٌ وضعاً. من ذلك (اتْلأَبَّ) الأمرُ، إذا استقام واطرَد.
و(تِرْيَم) موضع، قال: * بتلاعُ تِرْيَمَ هامُهُمْ لَم تقْبَرِ * فأمّا التَّرَبُوت من الإبل، وهو الذَّلول، فلو قال قائل إنّه من التاء والراء والباء، كأنّه يخضَع حتّى يَلصَق بالتُّراب كان مذهباً. و(اتْمَهَلَّ) إذا انتصبَ. و(التَّألَب) من الشَّجر معروفٌ. و(التَّوأبَانِيَّانِ): قادمتا الضَّرع. قال ابن مُقْبِل: فمرَّتْ على أظْرابِ هُرَّ عَشِيَّةً *** لها تَوأبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا وممكن أن يكون التاءُ زائدةً والأصل الوَأْب. والوأْب المقعَّب، وقد ذكر في بابه. والله أعلمُ بالصّواب.
(ثج) الثاء والجيم أصلٌ واحد، وهو صبُّ الشيء. يقال ثَجَّ الماءَ إذا صَبَّه؛ وماءٌ ثَجّاجٌ أي صَبّابٌ. قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً} [النبأ 14]، يقال اكتظَّ الوادي بثجيج الماء، إذا بلغ ضَرِيرَيْه. قال أبو ذؤيب: سقى أمَّ عَمرٍو كلَّ آخِرِ لَيلةٍ *** حَناتِمُ مُزْنٍ ماؤُهُنَّ ثَجيجُ وفي الحديث: "أفضَلُ الحَجِّ العجُّ والثَّجّ" فالعجُّ رفْعُ الصّوتِ بالتَّلبية. والثّجُّ سَيَلانُ دِماءِ الهَدْي. ومنه الحديثُ في المستحاضة: "إني أثُجُّه ثَجّاً". (ثر) الثاء والراء قياسٌ لا يُخْلِف، وهو غُزر الشيءِ الغزير. يقال سحاب ثَرٌّ أي غزير. وعينٌ ثَرَّةٌ، وهي سحابةٌ تنشأُ من قِبَل القِبْلة. قال عنترة: جادَتْ عليه كلُّ عَيْنٍ ثَرّةٍ *** فتركْن كلّ قَرارةٍ كالدّرهم ويقال ثَرَّرْتُ الشيءَ وثَرّيْتُه، أي ندَّيتُة. وناقةٌ ثَرَّةٌ غزيرة. وطعنة ثَرّةٌ، إذا دَفَعَت الدّم دَفْعاً بغُزْرٍ وكَثْرة. والثَّرثار الرّجُل الكثير الكلام. وفي الحديث: "*أبْغَضُكم إليَّ الثَّرثارُونَ المتَفَيْهِقُون". والثّرثار: وادٍ بعينه. قال الأخطل: لَعمرِي لقد لاقَتْ سُلَيمٌ وعامرٌ *** على جانِبِ الثَّرثارِ راغِيةَ البَكْرِ (ثط) الثاء والطاء كلمةٌ واحدة، فالثّطَطُ خِفّة اللحية. والرجلُ ثَطٌّ. (ثع) الثاء والعين كلمة واحدة: الثّعُّ القيء، يقال ثَعَّ ثَعَّةً، إذا قاءَ قَيئةً. (ثل) الثاء واللام أصلانِ متباينان: أحدهما التجمُّع، والآخر السُّقوط والهَدْم والذُّلّ. فالأوّل: الثَّلَّة الجماعة من الغَنَم. وقال: بعضهم يخصّ بهذا الاسم الضَّأن، ولذلك قالوا: حبلُ ثَلَّةٍ أي صوفٍ، وقالوا: كساء جيِّد الثَّلَّة. قال: قد قَرَنوني بامرئٍ قِثْوَلِّ *** رثٍّ كحبل الثلَّة المبْتَلِّ والثُّلَّة: الجماعة من الناس، قال الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ}. والثاني: ثَلَلْتُ البيتَ هدمتُه. والثلَّة تُراب البِئر. والثَّلَل الهَلاك. قال لبيد: فصَلَقْنَا في مُرادٍ صَلْقَةً *** وصُدَاءًٍ ألحقتهُمْ بالثَّلَلْ ويقال ثُلَّ عرشُه، إذا ساءَتْ حالُه. قال زُهير: تداركتُما الأحلافَ قد ثُلَّ عرشُها *** وذُبْيانَ إذْ زَلَّتْ بأقدامها النَّعْل وقال قوم: ثُلَّ عَرْشُه وعُرْشه، إذا قُتِل. وأنشَدوا: وعَبْدُ يَغُوثٍَ تحْجُِلُ الطّيرُ حَولَه *** وقد ثَلَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذَكَّرُ والعُرْشانِ: مَغْرِز العُنُق في الكاهل. (ثم) الثاء والميم أصلٌ واحد، هو اجتماعٌ في لِينٍ. يقال ثَمَمْتُ الشيءَ ثمّاً، إذا جمعتَه. وأكثرُ ما يُستعمل في الحشيش. ويقال للقَُبْضَة من الحشيش الثُّمَّة. والثُّمام: شجرٌ ضعيف، وربما سُمِّي به الرّجل. وقال: جعلَتْ لها عُودَيْنِ مِنْ *** نَشَمٍ وآخَرَ من ثُمامَهْ
وقال قوم: الثُّمام ما كُسِر من أغْصان الشَّجَر فوُضِع لنَضَد الثّياب، فإذا يَبِس فهو ثُمام. ويقال ثَمَمْتُ الشيءَ أثُمُّه ثَمّاً، إذا جمعتَه ورمَمْتَه. ويُنشَد بيتٌ والله أعلَمُ بصحّته. ثمَمْتُ حَوائجي وَوَذَأْتُ بِشْراً *** فبئس مُعَرَّسُ الرّكبِ السِّغابِ وثَمَّتِ الشاةُ النَّبْتَ بفِيها قلعَتْه. ومنه الحديث: "كُنّا أهْلَ ثَمِّهِ ورَمِّهِ" أي كنا نَثُمُّه ثَمّاً، أي نَجْمعُه جمعا. (ثن) الثاء والنون أصلٌ واحد، وهو نباتٌ من شعرٍ أو غيره. فأمّا الشَّعر فالثُّنَّةُ الشَّعر المشْرِفُ على رُسْغِ الدابة من خَلْف. والثِّنُّ من غير الشَّعر: حُطام اليَبيس. وأنشد: فَظَلْنَ يخبِطْنَ هَشِمَ الثِّنِّ *** بَعْدَ عميم الرّوضةِ المُغِنِّ فأمّا الثُّنّة فما دون السّرّة من أسفل البطن من الدابة، ولعله بشُعَيرات يكون ثَمّ. (ثأ) الثاء والهمزة، كلمتان ليستا أصلاً، يقال: ثأثأت بالإبل صِحْتُ بها، ولقيتُ فلاناً فثأثأتُ منه، أي هِبْتُه. (ثب) الثاء والباء كلمةٌ ليست في الكتابين، وإن صحّت فهي تدلُّ على تناهي الشيء. يقال ثَبَّ الأمْرُ إذا تمَّ، ويقال إنّ الثَّابَّة: المرأةُ الهَرمة، ويقولون: أشَابّةٌ أم ثابّة؟
(ثجر) الثاء والجيم والراء أصلٌ واحد، يدلُّ على مُتَّسَع الشيء وعِرَضِهِ. فثجْرةُ الوادِي: وَسَطه وما اتَّسَعَ منه. ويقال ورقٌ ثَجْرٌ أي عريض. وكلّ شيءٍ عرَّضْتَه فقد ثَجَّرته. وثُجْرةُ النَّحْر وَسَطه وما حول الثَّغر منه. والثُّجَرُ سِهامٌ غِلاظ. ويقال في لحمه تثْجيرٌ، أي رخاوة. فأمّا قولهم انثَجَر الماءُ إذا فَاضَ وانْثَجَرَ الدَّم من الطَّعنة، فليس من الباب؛ لأن الثاء فيه مبدلةٌ من فاء. وكذلك الثّجير. (ثجل) الثاء والجيم واللام أصلٌ يدلُّ على عِظَم الشيء الأجوف، ثم يحمل عليه ما ليس بأجوف. فالثُّجْلة عِظَمُ البَطْن؛ يقال رجلٌ أثْجَل، وامرأةٌ ثجْلاءُ. [ومزادةٌ ثجلاءُ]، أي واسعة. قال أبو النجم: * مَشْيَ الرَّوايا* بالمَزَادِ الأثجَلِ * ويروى "الأنجْـَل"؛ وقد ذُكِر. ويقال جُلَّةٌ ثَجْلاء عظيمة. وقال: باتوا يُعَشّون القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُمْ *** وعندهم البَرْنِيُّ في جُلَلٍ ثُجْلِ وهذا البناء مهملٌ عند الخليل، وذَا عَجَبٌ. (ثجم) الثاء والجيم والميم ليس أصلاً، وهو دوام المطر أيّاماً. يقال أثْجَمَتِ السماءُ إذا دامَتْ أياماً لا تُقْلِع. وأُرَى الثاء مقلوبةً عن سين، إلا أنَّها إذا أُبدلت ثاءً جعلت من باب أفعل. وهاهنا كلمةٌ أخرى واللهُ أعلَمُ بصحَّتها. قالوا: الثجْم سُرْعة الصَّرْف عن الشيء. والله أعلم.
(ثحج) الثاء والحاء والجيم. ذكر ابن دريد في الثاء والحاء والجيم كلمة زَعَم أنها لِمَهْرَهَ بن حَيْدان. يقولون ثَحجه برجله، إذا ضَرَبه بها. وقد أبعد أبو بكرٍ شاهِدَه ما استطاع.
(ثخن) الثاء والخاء والنون يدلُّ على رَزَانة الشيءِ في ثِقَل. تقول ثَخُنَ الشيءُ ثَخَانَةً. والرّجُل الحليمُ الرّزِين ثَخِين. والثّوْب المكتنز اللُّحْمة والسَّدَى من جَوْدةِ نَسجه ثَخين. وقد أثْخَنْته أي أثْقَلْته، قال الله تعالى: {حَتَّى يُثْخِنَ في الأَرْضِ} [الأنفال 67] وذلك أنّ القتيلَ قد أُثْقِل حتى لا حَرَاكَ به. وتركتُه مُثْخَناً، أي وَقِيذاً. وقال قومٌ: يقال للأعزل الذي لا سِلاحَ معه: ثخين؛ وهو قياسُ الباب، لأنّ حركتَه تَقِلُّ، خوفاً على نَفْسه.
(ثدي) الثاء والدال والياء كلمةٌ واحدة، وهي ثدي المرأة. والجمع. أَثْدٍ. والثدياء: الكبيرة الثَّدْي. ثم فرق بينه وبين الذي للرّجُل، فقيل في الرجل الثُّنْدُؤَة بالضم والهمزة، والثَّنْدُوَة بالفتح غير مهموز. (ثدق) الثاء والدال والقاف كلمةٌ واحدة. ثَدَق المطَرُ، وسحابٌ ثادق. وثادِقٌ اسمُ فرس، كأنّ صاحبه شَبَّهه بالسحاب. قال: باتَتْ تلُوم على ثادقٍ *** ليُشرى فقد جَدّ عِصيانُها أي عِصْياني لها. ليُشْرَى: ليُبَاعَ. (ثدم) الثاء والدال والميم كلمةٌ ليست أصلاً. زعَموا أنّ الثَّدْمَ هو الفَدْمُ. وهذا إنْ صحَّ فهو من باب الإبدال. (ثدن) الثاء والدال والنون كلمةٌ. يقولون: الثَّدِنُ الرّجُل الكثير اللحم. ويقال بل الثَّدَنُ تغيُّر رائحةِ اللَّحم.
(ثرم) الثاء والراء والميم كلمةٌ واحدة يشتقّ منها، يقال ثَرَمْت الرّجلَ فَثَرِم، وثَرَمْت ثنيّته فانثرمت. والثَّرْماء: ماءٌ لكِندة. (ثرو/ي) الثاء والراء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد، وهو الكَثْرة، وخلافُ اليُبْس. قال الأصمعي: ثَرَا القومُ يَثْرُون، إذا كثُرُوا ونَمَوْا. وأَثْرَى القَومُ إذا كثُرَتْ أموالهُم. ثرا المالُ يَثْرُوا إذا كَثُر. وثَرَوْنا القومَ إذا كَثَرْناهُم، أي كُنّا أكثَرَ منهم. ويقال الذي بيني وبين فلانٍ مُثْرٍ، أي إنّه لم ينقَطِع. وأصل ذلك أنْ يقول لم يَيْبَس الثَّرَى بيني وبينَه. قال جرير: فلا تُوبِسُوا بيني وبينكم الثَّرَى *** فإنَّ الذي بيني وبينكم مُثْرِي قال أبو عبيدة: مِن أمثالهم في تخوُّفِ الرّجلِ هَجْرَ صاحبِه: "لا تُوبِس الثّرَى بيني وبينك" أي لا يُقْطع الأمرُ بيننا. والمال الثَّرِيّ الكثير. وفي حديث أمِّ زَرْع: "وأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً". ومنه سُمِّي الرجل ثَرْوَانَ، والمرأةُ ثَرْوَى ثم تصغّر ثُرَيّا. ويقال ثَرَّيْتُ التُّرْبةَ بلّلتُها. وثَرَّيْتُ الأقِط صببتُ عليه الماءَ ولتَتُّه. ويقال بَدَا ثَرَا الماءِ من الفرس، إذا نَدِي بعرَقِه. قال طُفيل: يُذَدْنَ ذِيادَ الخامساتِ وقد بَدَا *** ثَرَى الماءِ من أعطافها المتحلِّبِ ويقال: التَقَى الثَّرَيانِ، وذلك أن يجيءَ المطرُ [فيرسَخَ] في الأرض حتّى* يلتقي هو ونَدَى الأرض. ويقال أرْضٌ ثَرْياءُ، أي ذاتُ ثَرَىً. وقال الكسائيّ: ثَرِيتُ بفلانٍ فأنا ثَرٍ بِهِ، أي غنيٌّ عن النّاس به. وثَرَا اللهُ القومَ كَثَّرهم. والثّرَاء: كَثْرة المال. قال علقمة: يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ علِمْنَه *** وشَرْخُ الشّبابِ عندهنَّ عجيبُ (ثرب) الثاء والراء والباء كلمتان متبايِنَتا الأصل، لا فروع لهما. فالتثريب اللَّوم والأَخْذ على الذَّنب. قال الله تعالى: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ} [يوسف 92] فهذا أصلٌ واحد والآخر الثَّرْبُ، وهو شحمٌ قد غَشَّى الكَرِشَ والأمعاءَ رقيقٌ؛ والجمع ثُرُوب. (ثرد) الثاء والراء والدال أصلٌ واحد، وهو فَتُّ الشيء، وما أشبهه. يقال ثَرَدْتُ الثَّريد أثْرُدُه. ويقال – وهو من هذا القياس- إنّ الثَّرَدَ تشققٌ في الشّفَتين. وجاء في الحديث في ذكر الذبيحة: "كُلّ ما أفْرَى الأوداجَ غيرَ مُثَرَّدٍ"، وذلك أن لا تكونَ الحديدةُ حادّةً فيثرَّدَ موضِع الذَّبح، كما يتشقَّقُ الشيءُ ويتشَظَّى.
(ثطأ) الثاء والطاء والهمزة كلمةٌ لا معوَّل عليها. يقال ثَطَأْتُه وطِئْتُه. (ثطع) الثاء والطاء والعين شبيهٌ بما قبله، إلاّ أنّهم يقولون ثَطَعَ الرّجلُ أبْدَى. وثُطِعَ إذا زُكِم. وغيره أصح منه إلا أنّه قد قيل. والله أعلم.
(ثعل) الثاء والعين واللام أصلٌ واحد، وهو تَزَيُّدٌ واختلافُ حالٍ. فالثَّعَل زيادة السِّنِّ واختلافٌ في الأسنان في مَنْبتِها. تقول ثَعِلَ الرّجلُ وثَعِلَت سِنُّه، وهو يَثْعَل ثَعَلا، وهو أَثْعَلُ والمرأة ثَعْلاء والجميع الثُّعْل. وربّما كان الثَّعَل في أطْباءِ النّاقة أو البقرة، وهي زيادةٌ في طُبْييْها. وقال الخليل: الثُّعلول: الرجل الغضبان، وأنشد: وليس بثُعلولٍ إذا سِيلَ واجْتُدِي*** ولا بَرِماً يوماً إذا الضَّيفُ أوْهَمَا أيْ قَارَبَ. وعلى هذا القياس كلمةٌ ذكَرَها الخليل، أنَّ الأثْعَلَ السيِّد الضَّخْم إذا كان لـه فُضُول. وممّا اشتق منه ثُعَلٌ بطن من العرب. قال امرؤ القيس: أحلَلْتُ رَحْلي في بني ثُعَلٍ *** إنّ الكِرامِ للكريم مَحَلّ ويقال أثْعَلَ القومُ إذا خالَفُوا. (ثعم) الثاء والعين والميم ليس أصلاً معوّلاً عليه. أمّا ابنُ دريدٍ فلم يذكره أصلاً. وأمّا الخليل فجعله مرّة في المهمل، كذا خُبِّرْنا به عنه. وذُكِرَ عنه مرّةً أنّ الثَّعْم النَّزْع والجرّ؛ يقال ثَعَمْتُه أي نزعتُه وجرَرته. وذكر عنه أنّه [يقال] تثعَّمَتْ فلاناً أرضُ بني فلانٍ، إذا أعجبَتْه وجرّتْه إليها ونزعَتْه. وقال قوم: هذا تصحيفٌ، إنّما هو تنعّمَتْه فتنعَّمَ، أي أَرَتْهُ ما فيه لـه نعيمٌ فتنعَّمَ، أي أعْمَلَ نعامةَ رِجْلهِ مَشْياً إليها. وما هذا عندي إلاّ كالأوّل. وما صحَّتْ بشيءٍ منه رِواية. (ثعر) التاء والعين والراء بناءٌ إنْ صحَّ دلَّ على قماءَةٍ وصِغَر. فالثُّعْرُورَانِ كالحلمتين تكتنِفان ضَرْعَ الشاة. وعلى هذا قالوا للرجل القصير ثُعْرُور. (ثعط) الثاء والعين والطاء كلمةٌ صحيحة. يقال ثَعِطَ اللَّحمُ إذا تغيَّرَ وأنْتَنَ. وقال: * يأكل لحماً بائِتاً قد ثَعِطا * ومما حُمِل عليه الثَّعِيطُ دُقاقُ التّرابِ الذي تسفِيه الرِّيح. (ثعب) الثاء والعين والباء أصلٌ يدلُّ على امتداد الشيء وانبساطِه، يكون ذلك في ماءٍ وغيره. قال الخليل: يقال ثَعَبْت الماءَ وأنا أثعَبُه، إذا فجّرته فانثَعب، كانثعاب الدّمِ من الأنف. قال: ومنه اشتُقّ مَثْعَب المَطَر. وممّا يصلُح حمْلُه على هذا، الثُّعبانُ الحيَّةُ الضَّخْم الطويل؛ وهو من القياس، في انبساطه وامتداده خَلْقاً وحركةً. قال: * على نَهْجٍ كثُعبانِ العَرينِ * وربما قيل ماءٌ ثَعْبٌ، ويجمع على الثُّعبان. (ثغا) الثاء والغين والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على الصَّوت. فالثُّغَاء ثُغاء الشاءِ. والثّاغية: الشاة. يقال ما له ثاغيةٌ ولا راغيةٌ، أي لا شاةٌ ولا ناقَةٌ. (ثغب) الثاء والغين والباء أصلٌ واحد، وهو غَديرٌ في غِلَظ من أرض. يقال له ثَغْبٌ وَثَغَبٌ، وجمعه ثِغابٌ وأثغابٌ، ويقال ثُِغبان. وقال عَبيد: ولقد تحلُّ بها كأنَّ مُجاجَها *** ثَغْبٌ يُصَفَّق صَفْوُه بمُدامِ (ثغر) الثاء والغين والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تفتُّحٍ وانفراج. فالثَّغْر الفَرْج من فُروج البُلْدان، وثُغْرَة النَّحْر الهَزْمة التي في اللَّبَّة، والجمع ثُغَر. قال: * وتارةً في ثُغَرِ النُّحُورِ * والثغر ثَغر الإنسان. ويقال ثُغِر الصبيُّ إذا سقطَتْ أسنانُه. واثَّغَر إذا نبتَ بعد السُّقوط، وربَّما قالوا عند السقوط اثَّغَر. قال: قارِحٍ قد فُرَّ عَنْهُ جانبٌ *** ورَبَاعٍ جانبٌ لم يَثَّغِرْ ويقال لقيَ بنو فُلانٍ بني فُلانٍ فثَغَرُوهم، إذا سدُّوا عليهم المَخْرَجَ فلا يَدْرُون أين يأخذون. قال: هُمُ ثَغَرُوا أقرانَهم بمضرِّس *** وشَفْرٍ وحازُوا القَومَ حتّى تزحزحوا
(ثغم) الثاء والغين والميم مستعملٌ في كلمةٍ واحدة، وهي الثَّغَامة، وهي شجرةٌ بيضاءُ الثَّمَر والزَّهر يشبّه الشّيب به. وفي الحديث: "أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وآلـه وسلم أُتِيَ بأبي قُحافَةَ [يوم الفتح] وكأنَّ رَأْسَه ثَغَامة، فأمر أن يُغيَّر. وأغفَلَ ابنُ دريدٍ هذا البناءَ ولم يذكُرْه مع شهرته. وقيل إنّ الثَّغِمَ الضاري مِن الكلاب، ولم أجِدْهُ في الكتابَين. فإنْ صحّ فهو في باب الإبدل، لأنَّ الثاءَ مبدلةٌ من فاءٍ. وقد ذُكِرَ في بابه.
(ثفل) الثاء والفاء واللام أصلٌ واحد، وهو الشيءُ يستقرُّ تحتَ الشيء، يكون ذلك من الكَدَر وغيرِه. يقال هو ثُفْل القِدْر وغيرِها، وهو ما رسا من الخُثارة. ومن الباب الثِّفال الجِلْدة تُوضَع عليها الرّحَى. ويقال هو قطعةُ فَرْو تُوضَع إلى جنب الرَّحَى. وقال: يكون ثِفالُها شَرقيَّ نجدٍ *** ولُهْوتُها قُضَاعَةَ أجمعينا
وقال آخر: فتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفالها *** وتَلْقَحْ كِشافاً ثمّ تَحْمِلْ فُتتئِمِ فأمّا الثَّفَال فالبعيرُ البَطيء، واشتقاقُه صحيح، لأنّهُ كأنّه من البُطْء مستقرٌّ تحت حِمْلهِ، لا يكادُ يَبْرَحُ. (ثفن) الثاء والفاء والنون أصلٌ واحد، وهو ملازمة الشّيءِ الشّيءَ. قال الخليل: ثَفِناتُ البعير: ما أصاب الأرضَ من أعضائه فغَلُظ كالركبتين وغيرهما. وقال هو وغيره: ثَفَنْتُ الشّيءَ باليد أثفِنُه، إذا ضربتَه. قال في الثفِنة: خَوَّى على مستوياتٍ خَمْسِ *** كِرْكِرةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ ويقال ثافَنْتُ على الشّيء واظبْت. ويقولون ثافَنْتُه على الشيء أعنْتُه. وهو ذلك القياس. (ثفي) الثاء والفاء والحرف المعتل أصلٌ واحد، وهو الأُثْفِيّة، والجمع أثافيّ. وربّما خفَّفوا، وليس بالجيد. ومما يشتق من هذا المرأة المثَفِّيَة، التي مات عنها ثلاثةُ أزواج؛ والرجل المثفّي الذي يموت عنه ثلاث نِسوة. ويقولون على طريق الاستعارة: بقِيَتْ من بني فلانٍ أُثْفِيَّةٌ خَشْناءُ، إذا بقِيَ منهم عددٌ. والثَّفاء نبتٌ، وليس من الباب. وفي الحديث: "ماذا في الأَمَرَّيْنِ من الشِّفاء: الصَّبِرِ والثَّفَاء". قالوا: هو الخرْدَل. (ثفر) الثاء والفاء والراء كلمةٌ واحدة تدلُّ على المؤخَّر. فالثَّفَرُ ثَفَر الدابة. ويقال استَثْفَرت المرأة بثَوْبها إذا ائتزرت به ثم رَدَّت طَرَف الإزار من بين رجليها وغرزَتْه في الحُجْزَة مِن ورائه. والثَّفُرْ الحياءُ من السّبُعةِ وغيرها. قال: جَزَى الله فيها الأَعوَرَيْنِ ملامةً *** وعَبْدَةَ ثَفْرَ الثَّورةِ المتضاجِمِ
(ثقل) الثاء والقاف واللام أصلٌ واحدٌ يتفرَّع منه كلماتٌ متقاربة، وهو ضِدّ الخِفّة، ولذلك سُمِّيَ الجنُّ والإنس الثَّقَلَين، لكثرة العدد. وأثقال الأرض كنوزُها، في قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة 2]، ويقال هي أجسادُ بني آدمَ. قال الله تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} [النحل 7]، أي أجسادَكم. وقالت الخنساء: أَبَعْدَ ابنِ عمرٍو مِنْ آلِ الشّريـ *** دِ حَلَّتْ به الأرضُ أثقالَها أي زيَّنَتْ موتاها به. ويقال ارتحل القَومُ بثقلتهم، أي بأمتعتهم، وأجد في نفسي ثقلة. كذا يقولون من طريقة الفَرْق، والقياس واحد. (ثقب) الثاء والقاف والباء كلمةٌ واحدة، وهو أن ينفُذَ الشيء. يقال ثقَبْتُ الشيءَ أثقُبُه ثَقْباً. والثَّاقب في قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق 3]. قالوا: هو نجم ينفُذ السَّمواتِ كلَّها نورُه. ويقال ثَقَبْت النار إذا ذَكَّيْتَها، وذلك الشيء ثُقْبَةٌ وذُكْوَة. وإنما قيل ذلك لأنّ ضوءها ينفُذ. (ثقف) الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع، وهو إقامة دَرْءِ الشيء. ويقال ثَقَّفْتُ القناةَ إذا أقَمْتَ عِوَجَها. قال: نَظَرَ المثقِّفِ في كُعوب قناتِهِ *** حَتَّى يقيم ثِقافُهُ منآدَها وثَقِفْتُ هذا الكلامَ من فلانٍ. ورجل ثَقِْفٌ لَقِْفٌ، وذلك أنْ يصيب عِلْمَ ما يَسمعُه على استواء. ويقال ثقِفْتُ به إذا ظَفِرْت به. قال: فإمَّا تَثْقَفُوني فاقتُلوني *** وإنْ أُثْقَفْ فسوف تَرَوْنَ بَالي فإنْ قيل: فما وجْهُ قُربِ هذا من الأوّل؟ قيل لـه: أليس إذا ثَقِفَهُ فقد أَمسَكَه. وكذلك الظَّافر بالشيءِ يُمسكُه. فالقياس بأخْذِهما مأخَذاً واحداً.
(ثكل) الثاء والكاف واللام كلمةٌ واحدة تدلُّ على فُِقدانِ الشيء، وكأنّه يُخْتَصّ بذلك فُِقدانُ الولد. يقال ثَكِلَتْه أُمُّه تثْكَلُه ثكلاً. ولأُمِّهِ الثُّكل. فإذا قال القائل لآخَرَ وهو ليس لـه بولد فإنما يحملُه على ذلك، وإلا فإنّ الأصلَ ما ذكرناه. (ثكم) الثاء والكاف والميم كلمةٌ واحدة، وهو مجتمع الشيء. ويقال تنحّ عن ثَكَمِ الطريق، أي مُعْظَمِه وواضحه. (ثكن) الثاء والكاف والنون كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على مُجتَمَع الشيء. يقال تَنَحَّ عن ثَكَنِ الطّريقِ، أي مُعظَمِهِ وواضحه. والثُّكْنة السِّرب والجماعة، والجمعُ ثكَنٌ. قال الأعشى: يُسافِعُ وَرْقاءَ جُونِيَّةً *** ليُدرِكَها في حمامٍ ثُكَنْ
(ثلم) الثاء واللام والميم أصلٌ واحد، وهو تَشَرُّم يقَع في طَرَف الشيء، كالثُّلْمة تكون في طَرَف الإناء. وقد يسمَّى الخَلَل أيضاً ثُلْمة وإن لم يكن في الطَّرَف. وإناءٌ مُنْثَلمٌ ومُتَثَلِّمٌ. (ثلب) الثاء واللام والباء كلمةٌ صحيحة مُطَّردةُ القِياسِ في خَوَر الشّيء وتشعُّثِه. فالثَّلِبُ الرُّمْح الخوّار. قال الهذليّ: ومُطَّرِدٌ من الخَطِّ *** يِّ لا عارٍ ولا ثَلِبُ والثِّلْب: الهِمُّ الكبير. وقد ثَلِبَ ثَلباً. ويقال ثَلبْتُه إذا عِبْتَهُ. وهو ذو ثلبةٍ أي عَيْب. والقياس ذاك، لأنه يصع منه ويشعِّثه. وامرأةٌ ثالِبةُ الشَّوَى، أي منْشقّة القدَمين. قال: لقد ولَدَتْ غَسَّانَ ثالبَةُ الشَّوَى *** عَدُوس السُّرَى لا يعرف الكَرْمَ جِيدُها والثَّلَب: الوَسَخ، يقال إنه لَثَلِبُ الجِلْد، وذاك هو القَشَف. والقياسُ واحد. (ثلث) الثاء واللام والثاء كلمةٌ واحدة، وهي في العدد، يقال اثنانِ وثلاثة. والثَُّلاثاءُ من الأيام. قال: [قالوا] ثَُلاثاؤهُ مالٌ وَمَأدُبَةٌ *** وكلُّ أيّامِه يومُ الثُّلاثاءِ وثالثة الأثافي: الحَيْدُ النّادِر من الجبل، يجمع إليه صخرتانِ ثم تُنْصَبُ عليها القِدْر. وهو الذي أراده الشماخُ: أقامتْ على رَبْعَيهما جارتَا صَفاً *** كُمَيْتا الأعالي جَوْنَتَا مُصْطَلاهما والثَّلُوث من الإبل: التي تملأ ثلاثةَ آنِية إذا حُلِبت. والمثلوثة: المزادة تكون من ثلاثة جُلودٍ. وحَبْلٌ مَثْلوثٌ، إذا كان على ثلاثِ قُوىً. (ثلج) الثاء واللام والجيم أصلٌ واحد، وهو الثَّلْج المعروف. ومنه تتفرع الكلمات المذكورة في بابه. يقال أرضٌ مثلوجة إذا أصابَها الثّلْج. فإذا قالوا رجلٌ مثلوج الفؤاد فهو البليد العاجز. وهو من ذلك القياس، والمعنى أنّ فؤادَه كأنّه ضُرِب بثَلْجٍ فَبَرَدَتْ حرارتُه وتبلَّد. قال: * تنَبَّهَ مَثْلُوجَ الفؤادِ مُوَرَّما * وإذا قالوا ثَلِجَ بخبرٍ أتاه، إذا سُرَّ بهِ، فهو من الباب أيضاً؛ وذلك أنّ الكرب إذا جَثَمَ على القلْب كانت لـه لَوعةٌ وحَرارة، فإذا وَرَدَ ما يُضادُّه جاءَ بَرْدُ السُّرور. وهذا شائعٌ في كلامهم. ألا تراهم يقولون في الدعاء عليه: أسخَنَ اللهُ عينَه. فإذا دَعوْا له قالوا: أقرّ الله عينَه. ويحملون على هذا فيقولون: حفَر حتى أثْلَجَ، إذا بَلَغ الطِّين المجتمع مع نُدُوَّتِه بالثَّلج. (ثلط) الثاء واللام والطاء كلمةٌ واحدة، وهو ثَلْطُ البعير والبقرة. (ثلغ) الثاء واللام والغين كلمةٌ واحدة، وهو شَدْخُ الشيء. يقال ثَلَغْت رأسَه أي شدَخْته. ويقولون لما سقط من الرُّطَبِ فانشدخ مثَلَّغ.
(ثمن) الثاء والميم والنون أصلان: أحدهما عِوَضُ ما يُباع، والآخَر جزءٌ من ثمانية. فالأوّل قولهم بِعْتُ كذا وأخذْتُ ثمنَه. وقال زهير: * وعَزَّتْ أثمُنُ البُدُنِ * فمن رواه بالضمّ فهو جمع ثَمَن. ومن رواه بالفتح "أثمَنُ البُدُنِ" فإنه يريد أكثرَها ثمناً. وأمَّا الثُّمُن فواحدٌ من ثمانية. يقال ثَمَنْتُ القومَ أثْمُنُهم إذا أخذتَ ثُمنَ أموالهم. والثمِينُ: الثمْن. قال: فإني لستُ مِنك ولست مِنِّي *** إذا [ما] طار مِن مالي الثَّمِينُ وقال الشماخُ أو غيرُه: ومثْلُ سَرَاةِ قومِكَ لَنْ يُجَارَوْا *** إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثَّمِينِ ومما شذَّ عن الباب "ثَمِينَة" وهو بلد. وقال الهذلي: بأصْدَقَ بأساً مِنْ خليلِ ثَمينةٍ *** وأمْضَى إذا ما أفلطَ القائمَ اليدُ ومنه أيضاً المِثْمَنَة، وهي كالمِخْلاة. (ثمد) الثاء والميم والدال أصلٌ واحد، وهو القليل من الشيء، فالثَّمْدُ الماء القليل لا مادّةَ لـه. وثمََدتْ فلاناً النّساءُ إذا قطَعْنَ ماءَه. وفلانٌ مثمودٌ إذا كثُرَ السُّؤال عليه حتى ينفَدَ ما عنده. وقال في المثمود: أو كماءِ المثْمودِ بعد جِمامٍ *** زَرِم الدَّمْع لا يؤوب نَزُورا والثامد من البَهْم حِينَ قَرِم؛ لأنّ الذي يأخذه يَسِيرٌ. ومما شذّ عن الباب الإثْمِد، وهو معروف، وكان بعضُ أهل اللغة يقول: هو من الباب، لأنّ الذي يُستعمَل منه يَسيرٌ. وهذا ما لا يُوقَف على وجهه. (ثمر) الثاء والميم والراء أصلٌ واحد، وهو شيءٌ يتولّد عن شيءٍ متجمِّعاً، ثم يُحمَل عليه غيرُه استعارةً. فالثَّمَر معروفٌ. يقال ثَمَرَةٌ وثَمَرٌ وثِمارٌ وثُمُر. والشّجر الثامِر: الذي بلَغَ أوانَ يُثْمرُ. والـمُثْمِر: الذي فيه الثَّمَر. كذا قال ابن دريدُ. وثمّر الرّجلُ مالَه أحسَنَ القيامَ عليه. ويقال في الدعاء: "ثَمَّرَ اللهُ مالَه" أي نمّاه. والثّمِيرة من اللبن حين يُثْمِرُ فيصيرُ مثلَ الجُمَّار الأبيض؛ وهذا هو القياس. ويقال لعُقْدَة السَّوط ثَمَرة؛ وذلك تشبيهٌ. ومما شذَّ عن الباب* ليلة ابن ثَمِيرٍ، وهي اللّيلة القَمْراءُ. وما أدري ما أصله. (ثمغ) الثاء والميم والغين كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها ولا يفرَّع منها. يقال ثَمَغْتُ الثّوب ثَمْغاً إذا صبَغْتُه صبغاً مُشْبَعا. قال: تركتُ بني الغُزَيِّلِ غيرَ فَخْرٍ *** كأنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بوَرْسِ وهاهنا كلمةٌ ليست من الباب، وهي مع ذلك معلومة، قال الكسائيُّ: ثَمَغَة الجبلِ أعلاه، بالثاء. قال الفرّاء، والذي سمعتُ أنا نَمَغَةٌ. (ثمأ) الثاء والميم والهمزة كلمةٌ واحدة ليست أصلاً، بل هي فرعٌ لما قبلها. ثمأ لحيتَه صَبَغها. والهمزة كأنها مُبدلةٌ من غين. ويقال ثمأْتُ الكَمْأَة في السَّمْن طرحْتُها. وهذا فيه بعضُ ما فيه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب، لأن الكمْأة كأنها صُبِغَتْ بالسَّمْن. (ثمل) الثاء والميم واللام أصلٌ ينقاس مطّرِداً، وهو الشيء يبقى ويثبُت، ويكون ذلك في القليل والكثير. يقال دارُ بني فلانٍ ثَمَلٌ، أي دار مُقام، والثَّميلة: ما بَقي في الكَرِش من العَلَف. وكلُّ بَقِيةٍ ثَميلة. وإنما سُمِّيت بذلك لأنها تبقى ثمَّتشرب الإبل على تلك الثميلة، وإلا فإنها لا تحتاج إلى شرب، وكيف تشرب على [غير] شيء. ومن ذلك قولهم: فلان ثِمالُ بني فلان، إذا كان مُعْتَمَدَهم. وهو ذلك القياس، لأنَّه يُعوَّل عليه كما تعوِّل الإبلُ على تلك الثَّميلة. وقال في الثِّمال أبو طالبٍ في ابن أخيه رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأبيضَ يُستَسقى الغَمامُ بوجهه *** ثِمَالَ اليتامَى عِصمةً للأراملِ والثَّمْلة: بقية الماء. والثُّمَالُ: السمُّ المُنْقَع. قال الهذلي: فَعَمّا قليلٍ سقاها معاً *** بمُزْعِفِ ذَيْفَانِ قِشْبٍ ثُمالِ والثّمْلَةَ: باقي الهِناءِ في الإناء. قال: *كما تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ * فالثَّمَلة هاهنا الخِرْقة التي يُهنأ بها البَعير. وإنما سمِّيت باسم الهِناءِ على معنى المجاوَرَة. وربما سمّيت هذه مِثْمَلَة. فأمّا الثَّمِلُ فإنه السكران، وذلك لبقيّة الشراب التي أسكرَتْه وخَـثَّرَتْهُ. قال: فقلتُ للقومِ في دُرْنا وقد ثَمِلُوا *** شِيمُوا وكيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ والثُّمالة: الرُِّغْوَة. وأثْمَلَ اللبن: رَغَّى، وهو حمْلٌ على الأصل؛ وإلاّ فإن الثّمالةَ قليلةُ البقاء. قال: إذا مَسَّ خِرْشَاءُ الثُّمالةِ أنْفهُ *** ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا فجعل الرِّغْوةَ الخِرشاء، وجعل لِلَّبن الثُّمالة. وكلٌّ قريب.
|